العلاقة الجدلية بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي

 

بقلم عماد عبدالله ابوالعطا
ستوكهولم السويد
2 سبتمبر 2017

 

العلاقة الجدلية بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي
المقصود بالوجود الاجتماعي هو حياة الناس الاقتصادية وسبل كسب العيش التي يقوم بها المجتمع، والعلاقات التي تنشأ بين الناس اثناء عملية الانتاج.
اما الوعي الاجتماعي فيعني: مجمل اراء الناس وتصوراتهم المتمثلة في الدين والفلسفة والفن والسياسة والحقوق والاخلاق..الخ.
ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل العكس ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم
هل نحتاج الي تأمل عميق كي ندرك أن افكار الانسان واراءه ومفاهيمة ، وباختصار وعيه تتغير مع تغير وجوده المادي وفي علاقاته الاجتماعية الاجتماعية وحياته الاجتماعية
صحيح أن الوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي ، لكن وفقا لقوانين الديالكتيك والانعكاس المتبادل ، فان الوعي الاجتماعي ايضا يؤثر علي الوجود الاجتماعي ويعمل علي تغييره في علاقة ديالكتيكية متشابكة ومتبادلة،
اي ان النظرية تصبح قوه مادية في الممارسة العملية عندما تؤثر علي الجماهير ونشاطها الابداعي
ان موقع الناس وموقفهم ومفاهيمهم من الصراع الاجتماعي ببعدة الطبقي ومن وسائل الانتاج والقوي المنتجة يحدد وعيهم وليس العكس ونسوق مثلا ماقالتة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس ومقولتها المشهورة عندما احتج الناس امام قصرها لعدم توفر الخبز قالت لهم من شرفة القصر العبارة التالية
“إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً”
ولايمكن الفصل الميكانيكي والتعسفي بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي او بين البنية التحتية والفوقية للمجتمع وكما ذكرت سابقا
ان البنية التحتية بأنها مجموع قوى الانتاج وعلاقات الانتاج اى الاساس الاقتصادي للمجتمع، كما عرفنا البنية الفوقية بأنها: مجمل افكار المجتمع السياسية والحقوقية والدينية والفلسفية والفنية..الخ.
علي أن العلاقة بين البنية التحتية والفوقية علاقة انعكاس معقدة لايجوز التبسيط فيها، كأن نقول مثلا أن اى تغير في الاساس الاقتصادي يؤدي بطريقة ميكانيكية وسريعة الي تغيير في البنية الفوقية، صحيح أن البنية التحتية تحدد البنية الفوقية، ولكن للبنية الفوقية استقلالها النسبي، وتلعب دورها ايضا في تغيير وتحويل البنية التحتية .

فكرتان اثنتان على ”العلاقة الجدلية بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي

أضف تعليق