بقلم :عماد عبدالله ابوالعطا
ستوكهولم السويد
16 أيلول 2018
ظاهرة الاسلاموفوبيا
بالتوازي مع صعود اليمين العنصري في القارة الاوروبية تصاعد خطاب العداء والكراهيية للمهاجريين عموما وبشكل خاص للمسلمين بغض النظر عن طبيعة انتماءاتهم الفكرية او الايديولوجية وخاصة بعد فشل الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية واليسار عموما في سياساتة الاقتصادية وسياسة الاندماج للمهاجرين في المجتمعات الجديدة مما ابقي اغلب المهاجريين والمسلمين منهم علي هامش المجتمعات وليس لهم حضور مؤثر يعكس اوزانهم في الخارطة السياسية والحزبية في اغلب الدول الاوروبية . اليمين العنصري الشعبوي المتطرف القادم من صفوف النازين الجدد والذي يمتلك خطاب ايديولوجي رجعي استئصالي يعتاش ويتغزي علي الفكر المتطرف وبث روح الكراهيه والتحريض ضد المهاجرين والمسلمين بشكل خاص وانهم خطر ماحق يهدد الحضارة الاوروبية ويستخدمون بعض من الخطاب المتطرف لبعض المتطرفين المسلمين لتاكيد مزاعمهم ، بان المسلمين يتكاثرون بشكل لافت وانهم خطر علي الحضارة والقيم الغربية كمظومة حياة وتفكير وسلوك . طبعا النجاحات التي حققها اليمين المتطرف في العديد من البلدان مثل فرنسا وايطاليا والنمسا وصعود اليمين بشكل كبير في السويد احد اهم بلدان شمال اوروبا واهم بلد اسكندينافي وحققوا حوالي 20 % في الانتخابات الاخيرة ، بالاضافة للعديد من الدول التي كانت تحسب سابقا علي المعسكر الاشتراكي الشيوعي سابقا حيث انقلبت كليا علي ماضيا وتريد ان تتبرا من كل شي يربطها بهاذا الماضي علي سبيل المثال لا للحصر نموزج المجر او هنغاريا هاذا البلد الذي يتصدر الائتلاف الحاكم فية نغمة العداء للاسلام والتحريض ضد كل شي بيتعلق بالاسلام والمسلمين وكأن رئيس وزراء المجر المعتوة انزلتة العناية الالهية لحماية القارة من الغزو الاسلامي كما يكرر في كل خطاباتة الممجوجة وكانة اكثر حرص من برلين وباريس ولندن وروما علي القيم المسيحية المستباحة من الغزاة المسلمين ومع مع اقتراب الانتخابات العامة في المجر، حاول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ارضاء المقترعين من خلال تصريحات قال فيها إن بلاده تمثل آخر معاقل أوروبا في مواجهة ما وصفه بظاهرة “الأسلمة”
ويعتقد رئيس الوزراء اليميني العنصري أن الأسلاك الشائكة التي أقامتها بلاده على حدودها وإجراءات الأمن المشددة ضد المهاجرين نجحت في الحيلولة دون وقوع “غزو إسلامي” لبلاده التي اتهمتها الأمم المتحدة بخرق التزاماتها بموجب القوانين الدولية الأوروبية بسبب فرضها قيودا على اللاجئين المسلمين.
وحيث قالت جريدة الغارديان البريطانية إن أوربان استخدم تعبيراته المجازية والبلاغية ليقول إن “الغيوم السوداء تتجمع فوق أوروبا” وإن بلده هي المعقل الوحيد الصامد أمام “أسلمة” أوروبا.
وتشير الجريدة إلى ان أوربان استرسل في وصف ما قال إنها مظاهر فتح الاتحاد الاوروبي الباب على مصراعيه نحو انهيار قيم المجتمعات المسيحية بعد استقبال هذا العدد الهائل من المهاجرين مشيرا إلى أن استقبال ملايين المهاجرين الشباب يهدد بتحويل أوروبا إلى قارة تقطنها أغلبية مسلمة.
وأشار إلى أن “عدد المسلمين الذين يعيشون في أوروبا شهد زيادة كبيرة، وتشهد القارة يوما بعد يوم تغيرا بالقيم الثقافية، وتراجعا في عدد السكان أصحاب الثقافة المسيحية، وأسلمة للمدن الكبرى، وفي حال استمر الأمر على هذا المنوال ستصبح العديد من المدن الأوروبية الكبرى ذات أغلبية مسلمة
وقال إنه “في حال استمر هذا الأمر فإن ثقافتنا وهويتنا التي نعرفها اليوم ستُفقد، وستتحقق أسوأ كوابيسنا، في الوقت الذي يسقط فيه الغرب فإن أوروبا لا تلاحظ حتى هذا الاحتلال”، وفق تعبيره .